*عودة القتال إلى الشمال: المقاومة «تجوّد» أداءها* فلسطين تقرير *يوسف فارس* السبت 20 كانون الثاني 2024 دبابات الاحتلال

*عودة القتال إلى الشمال: المقاومة «تجوّد» أداءها*

فلسطين
تقرير
*يوسف فارس*
السبت 20 كانون الثاني 2024

دبابات الاحتلال تعود إلى التوغّل في شمال غزة (أ ف ب)

غزة | يعود الزخم تدريجياً إلى العملية البرية في مناطق شمال قطاع غزة، حيث تقدّمت الدبابات الإسرائيلية، أمس، من عدة محاور في وقت متزامن. فإلى جانب التقدّم من المناطق الشرقية لمدينة جباليا، من شارع القرم، وصولاً إلى مسجد الصديق، توغّلت أيضاً من شمال منطقة بيت حانون. وفي مدينة غزة، دخلت الدبابات إلى المنطقة الجنوبية الغربية لمستشفى الشفاء، ووصلت، وفق شهادات ميدانية، إلى دوّار أبو مازن، وأسقطت مناطق الكتيبة وجامعة الأزهر بالنار. وفي جنوب المدينة، وصلت الدبابات إلى الأطراف الشرقية لحي الزيتون.وفي مقابل ذلك، صعّدت المقاومة من حضورها الميداني في مختلف محاور القتال، وبدا واضحاً أن فترة الانكفاء الميداني من قبل جيش العدو خلال الأسابيع الماضية، انعكست تجويداً لأداء المقاومة، حتى في المناطق الطرفية للأحياء التي تقدّمت إليها قوات الاحتلال. ففي حي التفاح شرق مدينة غزة، استدرج مقاومو «كتائب القسام» قوة خاصة من جنود العدو إلى داخل فوهة نفق، وفجّروا عدداً من العبوات الناسفة بها، ما تسبّب بوقوعها بين قتيل وجريح. وفي محور القتال في حي الزيتون، أعلنت «القسام» أن جنودها تمكّنوا من استهداف قوة خاصة تحصّنت داخل مبنى بقذيفة «تي بي جي» مضادة للتحصينات، وأوقعوها بين قتيل وجريح. كذلك، واصل المقاومون اقترابهم من موقع العملية، واستهدفوا دبابة جاءت لإخلاء الجرحى من المكان، بقذيفة «الياسين 105». وفي محور الشيخ عجلين جنوب مستشفى الشفاء، أعلن «الإعلام العسكري» تمكّن المقاومين من قنص جندي. أيضاً، لم تهدأ الاشتباكات في محور حي الشيخ رضوان، في القاطع الغربي لشمال المدينة، حيث أكّدت «القسام» تمكّن مقاوميها من خوض اشتباكات من مسافة قريبة مع مجموعة من الجنود الذين تحصّنوا داخل أحد المنازل. أما في محور التقدم شرق جباليا، فقد شهد نهار أمس، زخماً ميدانياً كبيراً، حيث قالت «القسام» إنها استهدفت قوات العدو المتوغّلة بقذائف الهاون، كما استهدفت قوة إسرائيلية راجلة بعبوة «شواظ»، فيما اشتبكت مجموعات أخرى مع قوة ثانية، ما أسفر عن إصابات مباشرة في القوتين. وفي المحور نفسه، تمكّنت «سرايا القدس» من استهداف دبابة إسرائيلية بقذيفة «تاندوم» مضادة للدروع.

*المقاومة وجيش الاحتلال يعيدان تكرار ديناميات الأيام الأولى من الحرب البرية*

الزخم الميداني للمقاومة في المنطقتين الجنوبية والوسطى من القطاع، لم يتراجع هو الآخر، على رغم كثافة الأحزمة النارية واعتماد سياسة تدمير المربعات السكنية بالديناميت. هناك، أعلنت «القسام» تدمير دبابة «ميركافا» كان يقف بجانبها جنديان، بقذيفة «الياسين 105»، ما تسبّب بمقتلهما على الفور. كما أكّدت تدمير ثلاث دبابات بقذائف «الياسين 105» وعبوات «شواظ» في المحور نفسه. كذلك، شهدت مخيمات المنطقة الوسطى نشاطاً ميدانياً لافتاً للمقاومة، وتحديداً لقوات المدفعية، حيث أعلنت كل من «كتائب القسام» و«سرايا القدس» استهداف الآليات الإسرائيلية وتحشّدات الجنود بالعشرات من قذائف الهاون، فيما استهدف مقاومو «القسام» دبابة بقذيفة «الياسين 105». بدورها، وزّعت «سرايا القدس» مقطعاً مصوّراً ظهر فيه مقاوموها وهم يقصفون تحشّدات الجنود بصواريخ «107» قصيرة المدى، بالإضافة إلى صاروخ «بدر 1» الثقيل، المحلي الصنع. وحتى اللحظة، لا تشير وقائع الميدان إلى أن أياً من محاور القتال في شمال القطاع وجنوبه، في طريقه إلى الهدوء، إذ إن كلاً من المقاومة وجيش الاحتلال، يعيدان تكرار ديناميات الأيام الأولى من الحرب البرية، في زخم آخذ في التصاعد يوماً بعد آخر، بعد أسبوعين من الهدوء النسبي في المناطق الشمالية من القطاع تحديداً.

*العين على رفح*
تكرّر الحديث في وسائل الإعلام العبرية، خلال الأيام الماضية، عن محور فيلادلفيا، وهو شريط حدودي يفصل بين قطاع غزة وأراضي شبه جزيرة سيناء المصرية، يتجاوز طوله 15 كيلومتراً بقليل، وتلتقي في المنطقة الشرقية منه، حدود القطاع بمصر بالأراضي المحتلة عام 1948. ويرى القادة العسكريون الإسرائيليون أنه لا توجد أي قيمة للجهد العسكري الذي بُذِل خلال الحرب، من دون إعادة تهيئة هذا المحور، لجهة إقامة جدار تحت أرضي، شبيه بالذي أقيم على طول الحدود الشرقية للقطاع. على أن المعضلة التي تعترض تحقيق هذا الهدف، هي حاجته إلى وقت طويل؛ ففيما استغرق بناء 40 كيلومتراً من الحدود الشرقية مع القطاع خمس سنوات، يُقدّر مصدر في المقاومة بأن إنجاز هكذا مشروع، بحاجة إلى عامين على الأقل. كما يتطلّب ذلك تحويل مدينة رفح التي نزح إليها نحو مليون فلسطيني، إلى مسرح كبير لعملية عسكرية شاملة، تضمن تأمين الوحدات الهندسية. وفيما بدأ العدو بشن غارات على المناطق الشرقية من المدينة، سيحدّد المسار السياسي الذي يخوض العدو مع أطراف إقليمية برعاية أميركية، مستقبل الحرب برمّتها، في حين أن اللجوء إلى بناء الجدار، من الجانب الفلسطيني، يعني أن أمد الحرب سيطول لأعوام.
المصدر : admin
المرسل : Sada Wilaya